من أرشيف الذاكرةلا تقرأ هذا .. مراهقة

من أرشيف الذاكرة

لا تقرأ هذا .. مراهقة
• كبت يشتد ويحتد.. حرمان يفجِّرني ويتبركن في أغواري، ويشعل حرائقه في أقصي مداي.. مهوسا بفراغي الجنسي.. مهوسا في صحوي والنوم.. التحريم يمارس طغيانه.. لا يترك للحب مكان.. العشق محرّم والحب حرام.. مجتمعي يفجّر جمجمتي.. يفتش ما أخبو فيها، وعمّا تخفيه خائنة الأعين..

• مجتمعي مبلي بوهم العفة، ويعاني من حَوَل العين.. يُصيب عين النملة، ويخطئ حجم الفيل.. يترك القضايا الكبرى، ويلاحق عاشق ليل.. مشغولا بأنفاس المرأة، على حساب ألف قضية..

• مجتمعي مغرم تجريم.. موعوكا ومعاق الذهن.. عاهاته أكبر منه.. مجتمعي تحكمه الغلبة.. الدم رخيصا جدا، والفقر سنة كونية.. الموت باذخ جدا، والعصبية قدرا مألوف.. البوح جُرم وحرام.. تربية من عهد الوأد.. اسم الأم عار بين الصبية.. مجتمعي محكوما بالعيب.. مجتمعي محكوما بالنار..

• المنع يزيد الرغبة.. شبقي يبحث عن لذة.. قدري يحاصره الضيق، محصورا أعيته الحيلة.. ناري تتلظى في شراييني، وخيول العشق تصهل في مجرى الدم.. تائه في التيه الأول، أركض خلف لهاث الريح، أبحث عن امرأة تطفي الأوار..

• تحت جلدي ألف رقيب.. العيب يداري اللهفة.. يُلجم جموح الرغبة.. القمع القادم من عصر الوأد الغابر، يريد وأدي في مدرستي المنفية في صحراء تتلظى قيضا وهجيرا.. وسؤال يكبر بين ضلوعي الملتاعة، يلسعني بسوط من نار: أين أفرغ أحمال الشهوة؟!

• حمتُ على الحمى مرات عده.. حمتُ لأقع فيه.. أريد كسر المزلاج، وقلع الشمع الأحمر، في بلاد يثقلها الممنوع.. فضول يدعوني لسبر الأغوار واستكشاف العمق الأبعد.. وطن الأنثى عميقا جدا.. صوت الأنثى ينادني: اليوم لحوح، لا تتأخر.. ادرك مبغاك، فالغيب غدا، وغدا في ظهر الغيب لا يضمنه أحد..

• تقت لأن أبحر في الذات، وسبر غموض الأغوار، وكشف خارطة الأنثى، وتفاصيل ممارسة الجنس، شهد يستدعي الشهوة، أشهى من عسل النحل، وأطيب من أجاج الجنة.. هكذا قال الشيطان، ودعاني لأسافر في فضاء اللذة، وسموات العشق العليا، دون براق أو معراج..

• هي مغامرتي الأولى، لأكتشف فيها نفسي، وأكتشف الجنس الآخر، صلّيت صلاة الحلاج.. صليتُ صلاة الروح، لأستخير بها ما أفعل! صليتُ صلاة الاستسقاء.. دعيت الغيث للأرض البور.. أخترت عبور الكشف، لأجيب على أسئلة الحيرة.. أردت أن أعرف نفسي، لأجيب على أسئلة في الذهن تجوس.. أسئلة تشتعل في عمق الوعي..

• نادني صوت الحسناء: أنت يا هذا تعال.. خض التجربة الأولى.. جرّب مرّة.. أرتحل في جسد المرأة.. بوح بسرك.. ماذا تفعل بالسيف المٌغمد.. أنت لست خزنة آثار.. أنت لست متحفا أو صالة عرض.. هيّا أمشقه في وجه الشمس.. أصقله وأشحذه في النار.. أنفخه حتى الآخر .. أنفخه حتى يحمر.. أغرسه في اللحم الحي.. هيا افعل يا هذا.. ستشعر لأول مرة أنك كائن حي.. سيغمرك الإحساس أنك لم تحيا من قبل.. لا تترك الأرض البور دون أن تمطرها بالقطر وبالنور، ولا تترك الأرض تبور.. فالأرض لمن أحياءها، وأسأل محيي الموتى..

• قال الشيطان: يا هذا رفقا بالحال.. عمرك يمضي، لا تترك حاضرك يذوي.. لا تترك حاضرك للريح.. حتى لا تبكي ماضي فات، وشباب أهدره الجهلة.. حاضرك عض عليه، بنواجذك والناب.. امسكه بكلتي يداك.. اجترح مأثرة كبرى، وأعترش مملكة الأنثى، حتى لا تندم، وتبكي في الغد شباب ضاع.

• قالت الحسناء: أنت يا هذا.. اكشف السر المغلق.. اكسر أصفاد التقية.. ثر على الوهم المثقل، واكسر حصار العزلة.. اكسر أقفال السر وأرقام الشفرة.. الجنس ألذ في عهد الكبت، والحرية أمتع بعد القمع، والرغبة أكثر ولعا في عهد الممنوع..

• قال الشيطان: التقية حبس ونفاق.. التقية زيف وقناع.. اهدم محبسك، وزيح قناع الزيف؛ لترى الدنيا من آخرها.. التقية حكم بالموت.. التقية لا تتصالح مع روح تواقة للحرية.. الحرية تخنقها الجدران، والتقية جدار تقتلنا في اليوم كذا مرة.. التقية خيانة للروح.. العري يتصالح مع أصحابه، والقبح الأبشع أن تلبس ألف قناع..

• قالت الحسناء: لا تحتزم الموت، ولا تفجّر نفسك من أجل الجنة وبنات الحور.. اغتنم حاضرك حتى تثمل.. احيي الأرض ولا تقتل إنسان، والله رحيما غفّار.. يا هذا تمرد واستكشف خارطة المرأة لأول مرة.. ستكتشف إن الله بعين الأنثى يغفر، وفي نبض النهد ستسمع كل الأسماء الحسناء، وفي محراب العشق سبّح في ملكوت الله.. الله رحمان ورحيم يغفر..

• تهيج اللذة في أوصالي.. أغالب ناري.. يغلبني الحال.. نار الشهوة تتمطى جسدي المنحول.. أول مرة في حياتي أرى امرأة تتعرى.. أول مرة أرى تفاصيل امرأة تتكثف تحت جسدي المجمر.. أول مرة أغوص في تضاريس امرأة تمنح خبرة.. آهات الأنثى في ذروة لذتها قيامة.. تمنحك نشوة عارمة، تشعرك أنك ملك الكون..

• قال الشيطان: أمطرها شوقا، امطرها قبلا وحنينا لتلتذ.. اكتشف كل الأبعاد.. اكتشف كل الأكوان.. اكتب وشمك على ذاكرة الأنثى.. على أبواب العشق، وشرفات النور.. طوف على النهدين حتى تدوخ.. بوح بالسر في محراب العشق الملتاع..

• قبّل عنقا عبقا بالعطر الساحر، العنق يطول مع التقبيل، ويصير بطول النخلة.. ما أروع أن تتسلق نخله لتذوق عذق يقطر شهدا، وسعادة تملأ الكون.. عنقا مشتاقا لدون العشرين، أطلق شبقك في الحرث، وشق قناة الوصل من أول ضربه..

• سفنك مثقلة يا هذا بأحمال الشهوة.. أفرغ سفنك من حمل طال.. لن تتمالك أعصابك وهي تتأوه متعة.. أعصابك ستكسر أقفال البوح.. تختلط الأنفاس، ونهود ترفعك إلى الله، ورعشات تطلق عنان الشهوة، وأشياء أخرى بها تلتذ.. مطرا يهمي، ورضاء يغشاك وسكينة بعد قضاء الوطر..

• دونها صار المُلك.. تهاوت شماريخي من أعلى البرزخ.. هويت كشهيد؛ وأنا أقول: هل تتزوجني هذه الأنثى.. أني أحبك يا هذه.. أبحث عنك حد التيه..

• طار عقل الأنثى .. دهشتها كانت أكبر .. صمتت برهة؛ ثم قالت: “أنت يا هذا تختلف عن كل الناس”..

• لعنتُ الشيطان، ولذت إليه مرات عدة، لأعيد الكرّة، وهو يقول: استمتع.. أنت لم تقتل.. أنت لم تفسد.. أنت لم تظلم .. غفران الله أكبر من هذا الكون.

• كانت غفوة مترعة اللذة، استيقظت من عمق الغفوة، وأنا أتوب وأستغفر عمّا رُفعت عنه الأقلام ورُفع عنه اللوم..

متابعة القراءةمن المصدر

للاشتراك في قناة أحمد سيف حاشد على التليجرام انقر هنا

أضف تعليق